English
المستحيل لاشيء
إن المستحيل يعد شيئاً وعقبة لايمكن تخطيها، في نظر من يتملكهم الجمود والاستسلام،لكن المستحيل لاشيء في نظر المجتهدين،الذين تأبى فضيلتهم ان يقبعوا في ظل المستحيل، لتحقيق أهدافهم المنشودة..
وكنموذج يحتذى به في مجال تحدي المصاعب والمعوقات،أخترنا قصة تحدي غرفة التجارة والصناعة العراقية الامريكية للمستحيل واعتباره لاشيئا،الذي ابتدأ من مؤتمر عقدته نخبة من رجال الاعمال العراقيين، بمدينة لوس انجلوس في آيار من عام 2003،الذي تمخض عنه بعد شهرين،عقد مؤتمرها الاول في بغداد، الذي لقي ترحيباً كبيراً من رجال الاعمال العراقيين.
وانطلاقاً من هذا المؤتمر، كانت الباكورة الاولى لنشاطات وجهود الغرفة، في جعل شعار (المستحيل لاشيء) حقيقة واقعة،وليس مجرد شعار على الورق، اذ عقدت مؤتمراً في نادي العلوية، بهدف تسليط الضوء على نشاط الشركات الاجنبية، بحضور 420 من رجال الاعمال،حيث تم في أيلول من العام ذاته،إكتمال عضوية 800 شخص من رجال الأعمال منتمين الى الغرفة،التي بدأت بممارسة اعمالها كمنظمة مستقلة، غير حكومية وغير ربحية، من بناية وزارة النفط السابقة في المنصور، كموقع مؤقت لممارسة نشاطها وتقديم خدماتها،والتي ارتفع عدد إعضائها الى 2942 شركة عراقية و300 شركة أجنبية، بتحول موقعها الى بناية نقابة المهندسين العراقيين في شباط 2004، والعدد في ارتفاع،إذ بلغ عدد اعضائها لحد الان (3400) عضو داخل العراق،واكثر من (450) شركة عربية واجنبية.
واستطاعت الغرفة أن تضع لنفسها موطئ قدم في الفعاليات والمعارض الاقتصادية العالمية،عندما شاركت في معرض (اجيكس) الذي أقيم بالعاصمة الاردنية عمان في تشرين الأول من عام 2003،الذي حضره وفد من الغرفة مكون من 22 عضوا، وتوالت بعده المعارض والمؤتمرات،التي حضرتها الغرفة،ودلت على الاهمية والمكانة التي استطاعت الغرفة من خلالها ،أن تثبتها في الاوساط التجارية والصناعية العالمية.
ولم يقف المستحيل بمعوقاته،عقبة في وجه الغرفة، وتحدته من خلال تنظيم،واقامة المعارض والمؤتمرات من قبيل حضور 1300 من إعضائها DBX ديار بكر في تركيا،الذي ضم تحت خيمته 300 شركة عربية واجنبية، وشهد من خلاله اكبر معرض في تاريخ العراق.
وكل هذه الانجازات وغيرها حققتها الغرفة، من مواقع مؤقتة، حتى تم الانتقال الى موقع الغرفة الحالي في عرصات الهندية في اليوم الاول من حزيران 2004، ليكون الارتقاء بنشاطها اكثر فعالية، بدءاً من تاسيس فرع لها بالعاصمة الاردنية عمان في تشرين الاول من عام 2004،الذي يضم في عضويته 300 من رجال ونساء الاعمال العراقيين، كما تم افتتاح فرع لها في كل من أربيل والسليمانية وبابل والبصرة،إنطلاقاً من الرغبة الحقيقية في توسيع نطاق عمل الغرفة، في سبيل تعميم تجربتها لتحدي وعبور المستحيل،وليكون لها موطئ قدم في الدول والمناطق الاخرى، بما يساعد على خدمة أكبر شريحة من رجال الاعمال العراقيين في انحاء العراق كافة،وحتى خارجه، وفي آخر تحد لها للمستحيل من سلسلة التحديات التي قامت بها، اقامتها معرض DBX كردستان 2005 الدولي لاعادة اعمار العراق ،الذي كان تظاهرة تاريخية، لم يسبق لها مثيل، من خلال اقامة اول معرض على ارض العراق، ليمثل باكورة لإتصال الاقتصاد العراقي بالاقتصاديات العالمية، متحدياً المصاعب والمعوقات التي يعاني منها العراق،الذي حضره مايقارب من 260 شركة.
وبما إن المستحيل لاوجود له في قاموس غرفة التجارة والصناعة العراقية الامريكية، ومن أجل اثبات مصداقيتها وجدارتها وكسب ثقة رجال الاعمال العراقيين والاجانب، وهذا ما جعلها المنظم الاول للمعارض في العراق، فرغم التحديات والصعوبات التي مرت بها الغرفة، الا انها عاهدت اعضاءها اولا، والحكومة العراقية، سواء كانت حكومة المركز أم إقليم كوردستان، والعراقيين ككل، انها تعمل من اجل العراق وتطوير اقتصاده، والانفتاح على العالم الخارجي .
فهاهي أستطاعت،من خلال معرض كوردستان الدولي الثاني، الذي اقيم في 11/11/2006 ولغاية 14/11/2006 ،من دون اي حادث او عقبة تذكر،وتحولت الخطط والتطلعات التي كان منتسبو غرفة التجارة والصناعة العراقية الامريكية،وبمقدمتهم الاستاذ رعد عمر المدير التنفيذي للغرفة الى حقيقة راسخة، امام أعين وانظار رجال الاعمال العراقيين والاجانب .
اذ حضر الحدث مايقارب من 125 الف زائر، وعلى مدى الايام الاربعة،ابتداءً من 11/11 الى 14/11/2006 ، فلقد كانت كل العناصر المحيطة بالمعرض مهيأة لإستقبال أكبر عدد من الحاضرين، ناهيك من إن منطقة كوردستان العراق عموما ، ومحافظة السليمانية خصوصا جاذبة ومهيأة لإستقطاب المشاريع الاستثمارية، خصوصا بعد صدور قانون الاستثمار لحكومة إقليم كوردستان العراق .
شاركت في معرض كوردستان الدولي الثاني 450 شركة عراقية واجنبية ، وكانت هوية الشركات الاجنبية متعددة الجنسية، ابتداءً من الجنسية الالمانية والايطالية والامريكية وتركيا وكندا وتونس وايران ... الخ .
اضافة الى الشركات المشاركة، كانت هنالك مشاركة للملحقيات التجارية،كالملحقية الامريكية والصينية والجيكية ،اذاً نحن حقيقة، امام معجزة، لابد من الاشارة اليها، فبعد التخطيط ، لبناء المعرض على أرض طاسلوجة في محافظة السليمانية،ومشاركة أكبر العارضين العراقيين والاجانب،ليقدموا خدماتهم ومنتجاتهم للشركات العاملة في إعادة إعمار العراق،وحال إنتهاء المعرض عقد الأستاذ رعد عمر مؤتمرا صحفياً،أعلن فيه النتائج النهائية للمعرض،والتي تمثلت بحجم الصفقات التجارية والعقود،التي بلغت اكثر من 100 مليون دولار،كذلك عدد الزائرين الذي وصل الى اكثر من 125 الف زائر، وجاءت النتيجة في النهاية،إن معرض كوردستان الدولي الثاني لعام 2006، كان أفضل من المعرض الاول، الذي أقيم في أربيل العام الماضي، على حد وصف اكبر عدد من اللقاءات التلفزيونية التي اقيمت داخل قاعة المعرض .
وكما عودتنا غرفة التجارة والصناعة العراقية الأمريكية،أن تكرم المتفوق والعمل الناجح، بعد الاستبيان الذي أجرته الغرفة للعارضين والزائرين،الذي أستمر طيلة فترة انعقاد المعرض من 11/11 الى 14/11/2006
.
وختاماً ستبقى غرفة التجارة والصناعة العراقية الامريكية، ماضية في شعارها "المستحيل لاشيء" في سبيل تحقيق الهدف الاسمى،المتمثل بالنهوض بواقع الاقتصاد العراقي، وصنع مستقبل للعراق يليق بسمعته ومكانته بين الدول الاخرى.
|